روائع مختارة | واحة الأسرة | نساء مؤمنات | هلمي إلى.. باب الريان

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > نساء مؤمنات > هلمي إلى.. باب الريان


  هلمي إلى.. باب الريان
     عدد مرات المشاهدة: 4378        عدد مرات الإرسال: 0

هلمي إلى باب الريان"تعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده" (حديث حسن).

هكذا أمرنا حبيبنا الرسول لاغتنام النفحات الربانية والهدايا المرسلة إلى عباده, رمضان فرصة وغنيمة، فهو فرصة للتوبة والرجوع إلى الله، وغنيمة في حسناته وبركاته ورحماته، وتأملي معي -زهرتي المسلمة- قول رسولنا : "رغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم انسلخ ولم يغفر له"[1].

فالعبد يتهيأ له من الخير ما لا يتهيأ له في غيره، فمن ضيع ذلك الخير فهو عدو نفسه ومهلكها، وهو الخاسر بالتأكيد.
 
وعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله : "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارة لما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر"[2].
 
أول ليلة:

تخيلي معي -زهرتي المسلمة- ما يحدث في أول ليلة من رمضان, قال رسول الله : "إذا كانت أول ليلة من شهر رمضان، صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ كل ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة"[3]. وفي رواية أخرى "لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم"[4].
 
شهر هذه بدايته، فكيف بدايتك أنتِ عزيزتي المرأة المسلمة؟!
 
لماذا الصوم؟

الغاية القصوى من الصوم إعداد القلوب للتقوى والشفافية والحساسية والخشية من الله تعالى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183].
 
إذن تحقيق التقوى هو مراد الله من الصوم؛ لأن الصوم أعظم مربٍّ للإرادة ومهذب للنفس, والمرأة المسلمة التقية تصوم شهر رمضان ونفسها معمورة بالإيمان، وتتخلق بأخلاق الصائمات الحافظات ألسنتهن وأبصارهن وجوارحهن عن كل مخالفة تخدش الصوم أو تقلل من أجره، فإن تعرضت لفتنة الخصام والشحناء عملت بالهدي النبوي للصائمين والصائمات: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم إني صائم"[5]، "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه"[6].
 
وتحس المرأة المسلمة في رمضان أنها تستظل بشهر لا كسائر الشهور، فيه هدايا مرسلة من السماء إليها؛ فما هي هذه الهدايا؟
 
هدايا من السماء:

1- مغفرة الذنوب: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه).
 
2- العتق من النار: "ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" (صحيح).
 
3- دعوة لا ترد: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم" (جامع الترمذي).
 
4- أن الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا.
 
5- "من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفًا" (صحيح).
 
6- فيه ليلة القدر التي قال تعالى فيها: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].
 
7- اختص الله الصوم لنفسه ولا يعلم أجره إلا الله، كما جاء في حديث أبي هريرة t عن النبي قال: "الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك"[7].
 
كل هذه الهدايا إلى المرأة المسلمة وسائر عباد الله، فمن يرفض كل هذه الهدايا أو لا يقدِّرها حق قدرها، فلنشكر الله المُنعِم المتفضل علينا الذي أكرمنا بشهر رمضان.
 
من أي الأبواب تدخلين؟

إن أبواب الجنة ثمانية وأبواب الخير كثيرة، فمن أي الأبواب تدخلين؟ وأي أبواب الخير تطرقين؟ لقد أخبرنا الرسول عن أبواب الجنة والعمل الخاص لكل باب، فقال : "من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي من أبواب الجنة:

يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة". قال أبو بكر t: فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: "نعم، وأرجو أن تكون منهم"[8].
 
وعن سهل بن سعد t، عن النبي قال: "إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد"[9].
 
فأين النية؟

عزيزتي الزهرة المسلمة، من شروط قبول العمل أن يكون خالصًا لوجه الله الكريم، لا حظَّ للنفس فيه ولا للخلق, قال رسول الله : "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه"[10].
 
قال حذيفة المرعشي: "الإخلاص أن تستوي أفعال العبد في الظاهر والباطن". وقال مطرف بن عبد الله: "صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية".
 
وبالنية ينال المرء العمل وثوابه وإن لم يفعله؛ فعن أبي الدرداء t، عن النبي قال: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل، فغلبته عيناه حتى أصبح، كُتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه"[11]. لذلك قال ابن المبارك: "رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية". وقال أحد السلف -رحمهم الله-: "والله إني أحتسب على الله نومتي وقومتي".
 
ومراد القول أن المرأة المسلمة عليها أن تراجع نفسها، وتحتسب نيتها خالصة لله تعالى؛ فالزهرة المسلمة تصوم لله، وترعى أولادها لله، وتقف في مطبخها لتُعِد الطعام لله تعالى، وتفطر الصائمين لله، وتقوم الليل لله، وتقرأ القرآن لله، وغيرها من سائر الأعمال، فتحتسب كل أعمالها؛ لابتغاء مرضاة الله ، ولتحقيق قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].
 
نسأل الله إخلاص النية، وحسن العمل، اللهم تقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال.
 
[1] رواه الترمذي.
[2] رواه مسلم.
[3] رواه الترمذي.
[4] رواه أحمد.
[5] رواه البخاري.
[6] سنن أبي داود.
[7] صحيح الترغيب والترهيب.
[8] متفق عليه.
[9] متفق عليه.
[10] متفق عليه.
[11] رواه النسائي.

الكاتب: الشيخ نبيل العوضي

المصدر: موقع مفكرة الإسلام